الأربعاء، 20 أغسطس 2014

طاعون داعش قابل للانتشار بقلم: سامح عسكر

طاعون داعش قابل للانتشار بقلم: سامح عسكر

تاريخ النشر : 2014-08-20
 
طاعون داعش قابل للانتشار بقلم: سامح عسكر
في فيلم أمريكي كانت المدينة على موعد مع فيروس غريب ليس كالفيروسات، فالمعهود عن طبيعة الفيروسات المرضية أنها تؤذي صاحبها أو تنتقل عن طريق العدوى، وفي كل الأحوال فهي لا تؤذي إلا المريض، لكن لم نسمع عن فيروس مثلا يجعل الإنسان يشتم أو يقتل ويذبح، لكن مع هذا الفيلم كان الفيروس من تلك النوعية، إذا أصاب صاحبه يجعله يَعضّ الآخر من رقبته ويسيل دمه، ثم ينتقل الفيروس بسرعة وبثوانٍ معدودة إلى الضحية ليمارس هو الآخر عدوانيته ويعض كل من يقابله فتتحول المدينة بكاملها إلى مدينة أشباح ووحوش قاتلة.

قد يثير انتباه البعض شخصاً هادئاً ونزيهاً أو فتاة جميلة رقيقة لا تعرف للعنف سبيلا، ولكن إذا تعرضت لهذه العضّة الفيروسية القاتلة تتحول إلى وحش كاسر يأكل لحوم البشر بشراهة.

عندما أرى جماعة داعش وهي تتوسع بسرعة ويزيد نفوذها حتى تحتل شمالي العراق وسوريا وتشكل حلقات متصلة، ومع هذا النفوذ لا تتوقف مشاهد القتل والذبح وحز الرؤوس ونشر هذه المقاطع...مع كل هذا أتذكر هذا الفيلم مباشرةً، وبعفوية أربط بين هذا الفيروس المُعدي في المدينة وبين فيروس داعش القاتل الذي وإن أصاب طبيباً عاقلاً أو فنانا مرهف المشاعر إلا ويتحول إلى وحش كاسر لا عقل له ولا قلب..

في حلقاتٍ ماضية متصلة ربطنا بين جرائم داعش وبين تراث المسلمين السنة، وقلنا أن هذا التراث لا يصنع إلا هذه النوعية من المخلوقات، وأن كافة محاولات تطويعه وتأويله أو توجيهه للمعاصرة هي محاولات بلا جدوى، بل هي تصب في خانة إهدار الجهد والمال، لأن النتيجة الحتمية لهذا التراث سواء اليوم أو غداً هي صناعة إنسان جاهل أو مجرم، وفي كِلتا الحالتين يتحمل مسئوليته من رفع لواء التكفير في وجه كل من يطالب بتجديده وتنقيحه ليس لنا على الأقل..ولكن لنحمي الأجيال القادمة من الهلاك المحتم.

البداية كانت منذ إحياء ذلك التراث على أيدي جماعة الإخوان المسلمين، فنشروه بصبغة سياسية، وغلفوا دعواهم بشعاراً وأملاً خادعا تحت عنوان.."الصحوة الإسلامية"..وتكلموا عن نظام الحكم في الإسلام، ووجوب عودة الخلافة بعد هدمها في تركيا، وتصدوا لكل دعاة التنوير في في عهدهم كأحمد لطفي السيد وعباس العقاد وطه حسين وغيرهم الذين كانوا يعلمون مآلات تلك الدعاوى الهدامة، ونشر الحمقى منهم دعوات التكفير في حقهم، لأن التراث أفهمهم أن طريق الله المعصوم بين يديهم، وأن أي نهاية لهذا الطريق ستكون خيراً لهم سواء تمكنوا من الحكم أم لا..

قاموا بإحياء صورة الصحابة التراثية التي يملأها الخيال والطوباوية المفرطة، فاعتقد العوام أن ما يتحدثون عنهم ليسوا بشراً ولا يجوز في حقهم الخطأ، فسادت وانتشرت دعاوى الطائفية بعد انقراضها على عهد المعتزلة وإحياءها في عصر ابن تيمية ثم الإحياءة قبل الأخيرة للطائفية على يد الشيخ ابن عبدالوهاب، والآن جددها الإخوان المسلمون بإحياءة أخيرة حصدت أرواح ملايين المسلمين في سوريا ولبنان والعراق وإيران، كأكبر عدد لضحايا العنف الطائفي في تاريخ المسلمين.

يعتمد الداعشيون في دعوتهم على ذلك التراث السني الطائفي ويُفضلون عادةً أن يكونوا ديماغوجيين يكسبون عواطف الناس ، هي الصورة اللامرئية للشخص التراثي، حيث وباعتقاده الحق المطلق -ووجوب استنفاره سياسياً -يتصدي لهم أصحاب المصالح، فيعتقد أن تصديهم هو حرب مع الله..تلك الصورة التي ورثوها عن الخلافة والشريعة البائدة في القرون الوسطى، لم يجرِ تجديدها حديثاً إلا بجهود فردية غير مؤثرة تُحسب لأصحابها، ولكن يظل الخط العام للخطاب الديني يعتمد على هذه المفاهيم التراثية لصنُع ما يعتقدونه بحالة إيمانية تسمح لهم بالتمدد والتوسع تحت ستار.."نشر الإسلام".

هي حالة فريدة تصلح لأن تكون فيروساً يسري مسرى الدم في العروق، وهل بيننا من يشعر بدمه يجري؟..هؤلاء كذلك لا يشعرون بهذا الفيروس الذي لم يكتفِ بالسيطرة على الدم، بل هو مخصص للسيطرة على الدماغ والوجدان ككل.

قديماً لجأ أحد أكبر أساطين التنوير وهو الدكتور طه حسين إلى المواجهة المباشرة، وتصدى لهؤلاء التراثيين وطعنهم في عقر دارهم، بعد أن علم منبت الداء وجذور الصرع الطائفي لديهم، حيث علم أن دعواهم تعتمد ليس فقط على التأويلات والنزعات والمصالح بل أيضاً على الأكاذيب، فنفى قصة ابن سبأ مع الإمام علي بن أبي طالب، وأعلن أن ابن سبأ شخصية أسطورية لا وجود لها، وأن قصصه وحواديته من اختراع ذلك العهد المأفون الذي كان يضج بالتعصب والعنف الطائفي ومشاهد الدماء مُضرجة في الشوارع، وليس مجرد تدوين تلك القصص علامة على صحتها، بل التاريخ يُثبت أنها لم تظهر إلا في كتب المتأخرين كالطبري وبن قتيبة، ثم أخذ عنهم الشهرستاني في الملل والنحل وابن حزم في الفصل والاسفراييني في التبصير.

كانت محاولات فردية لإحداث نوع من التغيير ولكنها باءت جميعاً بالفشل، والسبب أنه ما من انتصارٍ يحدث إلا عن تيار وحركات جماعية، ومهما فعل طه حسين أو غيره فجهودهم لا تذكر مقابل دعوات وإمكانيات التراثيين، الذين يعتمدون بشكل أساسي على جهل الشارع، وعلى إمكانياتهم المالية والنفطية بل والسياسية.

إن مجتمعات المسلمين الآن هي بيئة خصبة لتمدد داعش، وكأن داعش هي العقاب الإلهي للمسلمين الذين تكاسلوا وتجابنوا عن مواجهتهم في المهد، قال لي صديق أن المصريين لن يفيقوا إلا بعد اكتوائهم بنار داعش، قلت وهل الليبيون والسوريون أفاقوا أم لا؟..ما زالت المناطق المحررة من داعش يرون ما يراه ابن عثيمين وابن باز ومحمد حسان والحويني ، بل يرون في ابن تيمية شيخاً للإسلام، والسبب أن بعض الشيوخ قالوا ان داعش لا تمثل الإسلام هكذا دون تفصيل وبيان، فاعتقد العوام أن داعش ليست هي الإسلام، ولكن لم يتسلحوا بالإسلام الصحيح.

وهذا يعني أن الداعشيين يمكنهم العودة تحت إسم وشكل جديد، ولكن المضمون واحد، فبقاء هذا التراث هو لعنة أصابت الأجيال المتتالية منذ عهد المتوكل العباسي إلى عهد أبو بكر الداعشي ، انتصار متكرر للحنابلة وصراع دائم مع الآخر وتخلف وانحطاط بشري لم نراه في قبائل الزومبا وآكلي لحوم البشر، أمس أعلنت أحد القنوات زيادة مقاتلي داعش في سوريا 6000 في أسبوع، وهذا يعني تمدد مخيف وتهديد علني لمجتمعات العرب وغير العرب .

إن ما يحدث للمسلمين يستحق أن يكون حالة فريدة يجوز وصفها .."بالوباء "..قديماً كان التطرف حالة فردية سهلة الرصد والتتبع، أما الآن فيكفي أن تردد فتوى واحدة لشيوخ داعش كي تكون عضواً عاملاً في دولتهم لا فرق بينك وبينهم سوى أنهم سبقوك بحمل السلاح والعدوان، أما أنت فقاعد ، فهل يستوي الداعشيون مع القاعدون؟

ما يفعله البغدادي وكافة مرضى الوباء هو أنهم يُحاكمون المسلمين لتراثهم، هذا هو ما أنزل الله وسنّه رسوله، عليكم باتباعنا ، الدين ليس فيه عقل بل اتباع، ولو كان بالعقل لكان مسح أسفل الخف أولى من ظاهره ، تلك الحجة السخيفة التي يرددها البلهاء ، رغم أن هذه الكلمة بشرية منسوبة للإمام عليّ ، ولكن جعلوها قاعدة لفهم الدين وتقليد بعضهم كالنعاج في الزرائب، وكأن الله لم يُحاكم البشر لعقولهم ويأمرهم بالتفكر في الحرث والزرع والماء، ولما لا وهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، فهم من اعتادوا الكذب على الله وعلى رسوله، وهم من آذوا الأنبياء قديماً ويُؤذون المصلحين حديثاً.


المزيد على دنيا الوطن .. http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/08/20/339275.html#ixzz3B0J6BWy3

تقرير حركة جعفر الخابوري الا سلا ميه


عندما ذهبت للولايات المتحدة أول مرة للدراسة، وفي أثناء دراسة اللغة الإنجليزية كان معي في الفصل، في أول فصل دراسي لي، اثنان من الإسرائيليين، أحدهما شاب جذوره مغربية والآخر رجل في منتصف العمر جذوره من أوروبا الشرقية. في أثناء حديث دار بيننا مرة تناولنا وضع فلسطين والسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين فطرحت عليهما سؤالاً حول ما الذي يريانه كحل للمسألة.

الرجل ذو الجذور الأوروبية الشرقية قال لي «لقد اشتركت حتى الآن في حربين مع العرب، وأعرف ما تعنيه الحرب وما تفرزه من معاناة ومن أسى على الطرفين، لذا لا أعتقد أن غير السلام حلاً يجب أن يسعى إليه الطرفان» أما الشاب ذو الأصول المغربية فقال لي «لماذا تعتقدين أن على "إسرائيل" الاهتمام بالفلسطينيين، لديكم متسع من الأرض في الأراضي العربية، خذوهم وابنوا لهم وطناً عندكم، أو ابعثوهم إلى باكستان، نحن لسنا مسؤولين عنهم».
بعد هذا الحوار بسنوات قليلة، وأثناء دراستي للسينما في الولايات المتحدة كنت في زيارة لبريطانيا في إحدى إجازاتي، وهناك سعت إحدى صديقاتي المقيمات في لندن في ذلك الوقت إلى ترتيب لقاء لي مع إحدى المخرجات البريطانيات العاملات في مجال الفيلم الوثائقي لنتعرف على بعض، كما قالت صديقتي ولتبادل الأفكار والحوار.
عندما دخلنا إلى بيت تلك المخرجة شممت رائحة طعام عربي، ولا أعرف لماذا وقتها شكلت تلك الرائحة نوعاً من الهاجس إلى أنها ترمي إلى وجود شيء له علاقة بـ"إسرائيل". ذلك كان شكل من ردات الفعل خبرته في جسدي حين يكون هناك شيء من الوجود الإسرائيلي يشغل حيزاً من المكان الذي أكون فيه.

ولن أتجه إلى الدخول في عملية تحليل معقدة تسعى إلى محاولة تفسير تعامل الجسد مع محيطه بما يكشف وجود مجسات ذكية في أجسادنا تحلل محيطها وتخبره بما يحيط به من «طاقات إنسانية أو طبيعية» إنما سأعود إلى موضوعي الأساسي.
بعد دقائق من وجودنا في بيت المخرجة دخل إلى المكان الذي نجلس فيه شاب أتذكر أنه كان يرتدي قميصاً وبنطالاً قصيراً ودعانا إلى الإفطار معه ومع المخرجة، الذي قال إنه يحتوي فولاً وأشياء أخرى لا أذكرها الآن، فاعتذرنا لهم عن المشاركة لأننا كنا قد أفطرنا.
بعد الإفطار جلسنا للحديث، وكان أن عرفتنا المخرجة بذلك الشاب ثم حدثنا الشاب هو عن نفسه وعن الهدف من تواجده في بريطانيا وقتها. قال لنا إنه شقيق فعنونو، الخبير المهندس الإسرائيلي العامل في مجال علوم الذرة، والذي كان قد كشف للعالم وقتها، وأثناء تواجده في خارج "إسرائيل" عن أن تلك الدولة تعمل في مجال صناعة وإنتاج السلاح النووي وأنها تمتلك قنابل ذرية، وأنها بذلك تشكل خطراً على شعبها وعلى العالم أيضاً.

وقد استدعى تصريح فعنونو ذلك من دولة "إسرائيل"، كما يعرف بعضنا القصة، إلى ملاحقته واختطافه من الدولة التي كان فيها ومن ثم سجنه ومحاكمته بتهمة الخيانة الكبرى. وأضاف لنا ذلك الشاب، أن وجوده في بريطانيا هو جزء من سعيه إلى إيجاد رأي عام يسعى إلى إيقاف قرار "إسرائيل" الرامي إلى إدانة فعنونو ومحاولة السعي إلى إطلاق سراحه، لأنه كما قال، لقد كان هدف أخيه من تصريحه ذاك السعي إلى تقليص الخطر الذي يواجه، ليس العرب، وإنما الوجود الإسرائيلي نفسه، والبحث عن حلول سلمية.
ولقد خطر لي وقتها أن أطرح على ذلك الشاب، وبعد أن عرفت أن أصوله تنحدر من اليهود المغاربة سؤالاً حول حقيقة أن الكثير من اليهود المنحدرين من الأصول الشرقية أكثر شراسة وعدوانية تجاه العرب من اليهود المنحدرين من أصول غربية.

فقال لي إن اليهود الشرقيين مواجهون دوماً بقضية إثبات الولاء لـ"إسرائيل"، وذلك سعياً لنفي علاقتهم بجذورهم العربية أو نفياً للصلة الإنسانية التي تنامت بينهم وبين باقي العرب كنتيجة لتعايشهم التاريخي الطويل معهم، وبالتالي فإن اليهود المنحدرين من أصول شرقية يحاولون طوال الوقت إثبات ولائهم لدولة "إسرائيل" حتى لا يتهموا بالتحيز لأصولهم أو التنكر ليهوديتهم.

تذكرت هذه المواقف، ومنها لقائي ذاك مع أخ فعنونو، اليهودي ذي الجذور المغربية، وأنا أتابع مواقف وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيريتس، المنحدر هو الآخر من أصول شرقية، مغاربية تحديداً، في الحرب الدائرة بين حزب الله ودولة "إسرائيل"، وكيف كان بيريتس شرساً وعدوانياً وغير رحيم فيها، وهو الذي قدمته وسائل الإعلام، في بداية ظهوره للمجال السياسي العام على أنه أحد أهم المهتمين بقضايا العدل الاجتماعي في "إسرائيل"، وأحد المهتمين والناشطين في قضايا السلام بينهم وبين الغرب.

ولقد كان هناك الكثير من التركيز في الصحف، حين الحديث عن شخصية عمير بيريتس على تلك الجوانب، وبخاصة اهتمامه بقضية السلام، مما جعلني أعتقد وقتها أنه ربما يأتي إلى موقع القرار الإسرائيلي من سيكون أكثر حرصاً على التعايش السلمي بيننا وبينهم.
لكن مواقف بيريتس في الحرب ضد لبنان، والشراسة والعدوانية الكبيرة التي أظهرها تجاه العرب في تلك الحرب أعادت إلى ذهني تلك المواقف التي مررت بها يوماً والتي ناقشنا فيها مشكلة الأقليات اليهودية، خاصة تلك التي تنحدر أصولها من الأراضي العربية وعقدة إظهار الولاء التي تعيشها تلك الأقليات.

وهي مشكلة بالفعل معقدة وخطيرة. لذا فإنني أعتقد أن اختيار بيريتس من قبل الحكومة الإسرائيلية لشغل منصب وزير الحرب لم يكن اختياراً اعتباطياً أو عشوائياً، إنما هو اختيار مدروس، لأن تلك الحكومة تدرك أن بعض عناصر الأقليات تحاول طوال الوقت التنكر لجذورها، ومن ثم إثبات الولاء للدولة التي انتمت إليها والدفاع بكل شراسة عنها.
والذي يدرس بتمعن تركيبة وتاريخ "إسرائيل" يعرف تماماً هذه المؤشرات. كما أن الذي يدرس تاريخ بعض الأقليات اليهودية في دول العالم، ومنها بعض الدول العربية، يعرف أن الكثير من عناصر تلك الأقليات لعبت دوراً خطيراً في دعم قوى الاستعمار ضد تلك الدول، على سبيل المثال، وأنها كانت دوماً تسعى لإثارة القلاقل والمشكلات بما يخدم مصالحها هي، وليس المصلحة العامة للمجتمعات التي عاشت فيها.

اليوم، وعلى الرغم من أن الكثيرين من الإسرائيليين يعرفون أن أنظمة الحكم الإسلامية هي الأنظمة التي حافظت أكثر من غيرها على احترام حقوق اليهود واحتضنتهم واحترمت عباداتهم وطقوسهم، إلا أن شخصية مثل بيريتس تعيد إلى الأذهان مشكلة الأقليات اليهودية وعدم تخلصها من عقدها الكثيرة. مما يثبت أن مثل تلك المشكلات بحاجة إلى معالجة واهتمام، والأكثر من ذلك، بحاجة إلى أنظمة حكم تمارس العدالة المجتمعية الحقيقية وتحافظ على كيان وحقوق الأقليات، وهذا ما لا تملكه "إسرائيل"، وإن ادعت غير ذلك.

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

بريطانيا تتقلص... سياسيا واقتصاديا وجغرافيا

بريطانيا تتقلص... سياسيا واقتصاديا وجغرافيا
متابعة: محمد حميد الصواف
 
شبكة النبأ: تواجه بريطانيا اسوء فترة تاريخية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على اكثر من صعيد، سياسيا واقتصاديا وسياديا ايضا، فالدولة العظمى التي لا تغيب عنها الشمس باتت تنحدر دوليا ومحليا يوما بعد يوم لعدة اسباب جوهرية، يقف في طليعتها انحسار نفوذها عما كان عليه بشكل كبير، وبروز قوى عالمية تتجاوز قدرات بريطانيا مجتمعة.
وغالبا ما ينعكس الضعف الذي دب في مفاصل تلك الدولة بحسب ما يراه المراقبون، في التشتت السياسي الداخلي في لندن، وما عزز ذلك من اخطاء جسيمة اقدم على ارتكابها رؤساء الحكومات المتعاقبة منذ اكثر من عقد، مما افقد الساسة البريطانيين الثقة بهؤلاء القادة وقراراتهم المعنية بالسياسات الخارجية.
حيث يواجه ديفيد كاميرون، الذي تجد بلاده نفسها خارج اللعبة بعد التحالف الاميركي الفرنسي بشان التدخل العسكري المتوقع في سوريا، مهمة صعبة تتمثل في استعادة سلطته على الصعيد الداخلي بعد هزيمته التاريخية في البرلمان.
وتوقعت العديد من الصحف تعديلا وزاريا بعد هذا الفيتو البرلماني على المشاركة في شن ضربات على سوريا والذي شكل صفعة لم يسبق ان تعرضت لها حكومة بريطانية بشان اي عمل عسكري منذ اكثر من 230 عاما.
فقد صوت 30 من نواب حزب كاميرون ضد هذا التدخل كما لم يشارك عشرة من اعضاء حكومته الائتلافية في هذا التصويت الحاسم الذي جرى مساء الخميس في مجلس العموم الذي اجتمع في جلسة طارئة.
وقال اثنان منهم هما وزيرة التنمية الدولية جوستين غرينينغ ووزير الدولة للشؤون الخارجية مارك سيموندس، محرجين، انهما لم يسمعا الجرس الذي يدعو النواب الى التصويت.
واستنادا الى الديلي تلغراف، القريبة من المحافظين، فان هذين الوزيرين قد يدفعان ثمن فعلتهما في التعديل الوزاري الذي قد يشمل اعضاء الحكومة الباقين الذين لم يقطعوا اجازتهم رغم الدعوة التي وجهها كاميرون.
واوضحت الصحيفة شان صحيفة ديلي ميرور، العمالية الاتجاه، ان جورج يونغ المكلف من البرلمانيين المحافظين مراقبة الانضباط داخل الحزب يمكن ايضا ان يكون في قائمة المستهدفين.
ومنذ يومين تستخدم الصحف اقصى العبارات في وصف اسوا هزيمة يتعرض لها كاميرون في سنوات حكمه الثلاث مثل "اذلال" و"كارثة" و"فشل غير مسبوق". وهذه الهزيمة ناجمة عن رهان محفوف بالمجازفة لرئيس وزراء يرغب في تحرك سريع من دون ان يحسب على ما يبدو مدى تردد الراي العام والكثير من البرلمانيين بمن فيهم نواب حزبه ازاء مثل هذا التحرك.
شركات النفط والسلاح
الى جانب ذلك قد يكون لقرار البرلمان البريطاني رفض المشاركة في عمل عسكري ضد سوريا تداعيات تتجاوز الآثار السياسية.. فقد يضع بمرور الوقت عوائق أمام رجال الأعمال البريطانيين الذين يسعون للفوز بعقود بمليارات الدولارات في منطقة الخليج.
وتنافس الشركات البريطانية على عدة صفقات ضخمة في المنطقة من بينها امتيازات نفطية وعقود لتوريد عشرات الطائرات المقاتلة إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر. وتدعم أغلب البلدان الخليجية الغنية المصدرة للنفط لاسيما قطر والسعودية المعارضة السورية المسلحة في حربها مع نظام الرئيس بشار الأسد معنويا وماليا وفي بعض الأحيان عسكريا.
لذلك فقد يؤدي رفض بريطانيا المشاركة في عمل عسكري إلى إضعاف موقفها في الخليج في الوقت الذي تحاول فيه الفوز بعقود تعتمد كثيرا على العلاقات السياسية الوثيقة والمصالح الاستراتيجية المشتركة.
وقال جوناثان إيال المدير لدى المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن إن البرلمان لم يأخذ ذلك الأمر في الحسبان على ما يبدو في اقتراعه المفاجئ في 29 أغسطس آب الذي كانت نتيجته رفض المشاركة في ضرب سوريا.
وأضاف أن أعضاء البرلمان كانوا مدركين للخطر الذي يشكله الاقتراع على علاقة بريطانيا "المميزة" مع الولايات المتحدة لكنهم على ما يبدو اعتبروا دورهم في الشرق الأوسط من المسلمات أو لم يقدروه حق قدره.
وقالت السفارة البريطانية في الرياض في بيان "لا يوجد سبب يدعونا للاعتقاد بأن قرار البرلمان البريطاني بشأن سوريا سيؤثر على علاقتنا التجارية والاستثمارية مع السعودية."
غير انه في أحاديث خاصة عبر مسؤولون بريطانيون عن قلقهم من فتور العلاقة الدافئة بين بريطانيا والخليج حتى قبل اتخاذ ذلك القرار بشأن سوريا.
وقال بعض المحللين إن غضب حكام الخليج من الدعم الغربي لانتفاضات الربيع العربي عام 2011 وتقارير الإعلام البريطاني التي اعتبرت داعمة لجماعة الإخوان المسلمين هما من أسباب الاستبعاد المؤقت لشركة النفط البريطانية الكبرى بي.بي العام الماضي من المنافسة على عقود تشغيل حقول نفطية كبرى في أبوظبي في العقود القليلة المقبلة.
وسمحت الإمارات لبي.بي بالمشاركة مجددا بعد أن زار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أبوظبي في نوفمبر تشرين الثاني 2012 للترويج لشركات الطاقة والأسلحة البريطانية.
كاميرون "المتهور" يدفع ثمنا سياسيا
فيما اظهرت استطلاعات نشرت نتائجها ان فشل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في كسب دعم برلماني لتحرك عسكري ضد سوريا اضر به سياسيا اذ يراه اغلب البريطانيين "متهورا" في حين تراجع الدعم لحزبه.
واظهر استطلاع كومرز/آي.تي.في ان 59 في المئة ممن سئلوا يعتقدون انه كان متهورا في ترتيب إجراء التصويت على التحرك العسكري دون ان يعرف ان كان اعضاء البرلمان يدعمونه.
واظهر استطلاع اخر ان حزب العمال المعارض زاد تقدمه على حزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي له كاميرون الى عشر نقاط من اربع نقاط مئوية بعد الهزيمة البرلمانية مما يمثل انتكاسة لآماله في اعادة انتخابه عام 2015.
وقالت مؤسسة يوجوف التي نظمت الاستطلاع الثاني يوم الإثنين ان "فارق النقاط العشرة اكبر مما رأيناه مؤخرا مما يشير الى بعض الاثر على الاقل من التصويت بشأن سوريا."
ورفض مجلس العموم البريطاني خطط كاميرون بشأن سوريا بأغلبية 285 صوتا مقابل 272 صوتا ليلحق به هزيمة مفاجئة رغم انه قدم بالفعل تنازلات كبيرة محاولا الفوز بالموافقة.
اسكتلندا والاستقلال
من جانب آخر تواجه بريطانيا تحدي انفصال استكتلندا عنها، وكان رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند اعلن في اذار/مارس المنصرم ان الاسكتلنديين سيصوتون في 18 ايلول/سبتمبر 2014 في استفتاء على الاستقلال عن المملكة المتحدة.
والسؤال المطروح على الناخبين في المنطقة البريطانية التي تتمتع بحكم ذاتي ويبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، سيكون "هل ينبغي ان تكون اسكتلندا دولة مسقلة؟".
وكانت الاحزاب الرئيسية الثلاثة في بريطانيا - حزب المحافظين وحزب الديموقراطيين الاحرار وحزب العمال - اعلنت رفضها استقلال اسكتلندا. وبحسب اخر الاستطلاعات، فان ثلث الاسكتلنديين يؤيدون الاستقلال بعد اكثر من 300 سنة من الانضمام للتاج البريطاني.
وكان سالموند رفض تحذيرات لندن بشأن المخاطر الاقتصادية التي ستواجهها اسكتلندا في حال استقلالها، مؤكدا لوكالة فرانس برس ان الاقليم يجذب المستثمرين اكثر فاكثر ولن يلقى صعوبة في تحقيق الازدهار خارج المملكة المتحدة.
ويعتبر خبراء ان هذا الاقتصاد يعتمد كثيرا على موارد المحروقات التي هي في طريق النضوب ويحذرون من ان الدولة التي قد تنشأ ستواجه دينا عاما مرتفعا.
وقد حذر وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن مؤخرا ان على اسكتلندا في حال استقلالها ان تتخلى عن جزء كبير من سيادتها في المجال الاقتصادي ان ارادت الاحتفاظ بالجنيه في اطار وحدة نقدية. واعتبر ايضا ان التشكيك في مستقبل اسكتلندا يتسبب بهروب المستثمرين.
وقد سجل اجمالي الناتج المحلي في اسكتلندا في الربع الاخير من العام 2012 نموا بنسبة 0,5% فيما تراجع الاقتصاد البريطاني باكمله بنسبة 0,3%.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/أيلول/2013 - 12/ذو القعدة/1434

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

الوفاق تبدي قلقها على سلامة رضا الغسرة


 
أبدت جمعية الوفاق البحرينية المعارضة قلقها على على سلامة المواطن رضا الغسرة بعد اعتقاله بشكل وحشي، مناشدة في الوقت نفسه اللجنة الدولية للصليب الاحمر للعمل على ضمان سلامته.

وتتابع دائرة الحريات وحقوق الانسان بجمعية الوفاق، قضية اعتقال المواطن رضا الغسرة صباح اليوم الجمعة، والذي تم اعتقاله بطريقة تثير الهلع، حيث كان يتواجد في وسط قريته بني جمرة، وفوجئ المتواجدين بسيارات مدنية وبعضها أمنية قد احاطت به وعلى اثر ذلك  شوهد الغسرة ملقيا على الارض وتحيط به مجموعة من قوات الامن.

وقد أفاد أهل الغسرة، بأنهم يخشون على سلامته، لأن شهود عيان افادوا لاهله بانه تعرض للضرب المبرح وبطريقه وحشية، وقد نقل فورا الى جهة غير معلومة.  خصوصا أن بعض وسائط التواصل الاجتماعي التي تثير الشائعات بدأت بنشر شائعات من شأنها تضليل الرأي العام، وقد شوهدت احدى الصور وقد وضعت صورة مسدس بجنب صورته وهو ملقا على الارض.

وقد تقدمت الدائرة بمناشدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر، للعمل على اجراء اتصالاتها بالسلطات الامنية للوقوف على ضمان سلامته من أي تجاوزات قد يتعرض لها الغسرة، والتسريع بضمان اتصاله لاهله ليطمئنوا على سلامته، والكشف عن مكان احتجازه.

السبت، 31 أغسطس 2013

قرية السهلة الجنوبية : أستشهاد المقاوم المجاهد صادق جعفر سبت قبل قليل

قرية السهلة الجنوبية : أستشهاد المقاوم المجاهد صادق جعفر سبت قبل قليل
أ

Sayed Moosa Saeed‎‏

‏‎Sayed Moosa Saeed‎‏
تظاهرة في لندن ضد توجيه ضربة عسكرية إلى سورية
محتجون يتظاهرون ضد هجمات محتملة على سورية في وسط لندن - afp
تجمع أكثر من ألف متظاهر يرفضون توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، أمس (السبت) في لندن تلبية لدعوة منظمة «ستوب ذي وور» (أوقفوا الحرب)، مرحبين برفض البرلمان البريطاني لعمل عسكري ضد النظام السوري.
وقالت المسئولة في المنظمة المذكورة، ليندسي جيرمان على وقع هتافات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة الطرف الأغر بقلب العاصمة البريطانية، «لا تدعوا أحداً يقول إن التظاهرات من دون جدوى». ورفع المتظاهرون أعلاماً سورية ولافتات كتب عليها «لا لهجوم على سورية» و»لا تمسوا بسورية» و«عار على الولايات المتحدة» على مرأى من سياح.
وقال النائب العمالي السابق، طوني بين مخاطباً الحشد «إنه يوم انتصار للرأي العام البريطاني الذي تغلب على من يريدون الحرب». وقال الناشط الحقوقي بيتر تاتشل لـ «فرانس برس»: «نريد توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة أن ملايين وملايين من الناس في العالم يرفضون أي تحرك أحادي الجانب».
تظاهرة في لندن ضد توجيه ضربة عسكرية إلى سورية
محتجون يتظاهرون ضد هجمات محتملة على سورية في وسط لندن - afp
تجمع أكثر من ألف متظاهر يرفضون توجيه ضربة عسكرية إلى سورية، أمس (السبت) في لندن تلبية لدعوة منظمة «ستوب ذي وور» (أوقفوا الحرب)، مرحبين برفض البرلمان البريطاني لعمل عسكري ضد النظام السوري.
وقالت المسئولة في المنظمة المذكورة، ليندسي جيرمان على وقع هتافات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة الطرف الأغر بقلب العاصمة البريطانية، «لا تدعوا أحداً يقول إن التظاهرات من دون جدوى». ورفع المتظاهرون أعلاماً سورية ولافتات كتب عليها «لا لهجوم على سورية» و»لا تمسوا بسورية» و«عار على الولايات المتحدة» على مرأى من سياح.
وقال النائب العمالي السابق، طوني بين مخاطباً الحشد «إنه يوم انتصار للرأي العام البريطاني الذي تغلب على من يريدون الحرب». وقال الناشط الحقوقي بيتر تاتشل لـ «فرانس برس»: «نريد توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة أن ملايين وملايين من الناس في العالم يرفضون أي تحرك أحادي الجانب».

‏‎Fadeil Almatrook‎‏

‏‎Fadeil Almatrook‎‏
أي صباح هذا ..
أي صباح !..
ليته يوما ما لاح ..
دموع العين له افتتاح ..
وإشراقه جراح .. 
وكأن أشعته رماح !..
يا صباح ! ..
رفقا بقلب أم ..
جرحت قلبها يا ذباح !..
رفقا بها فقلبها ..
من وقع الأسى في نياح ..
تبكي دما وقلبها ..
محترق بالصياح ! ..
لك الله يا شعبي ..
لم تعش يوما ..
بارتياح ..
فبالأمس نازعت روح ..
تحت العجلات أناتها ..
ألف رحمة على روح بداح ..
ولم تكفي روحه ..
فراحوا دهسوا شهيدا ..
لم يكن يملك سلاح !
كل ذنبه أنه ..
أجاب داعي الله حين قال ..
"حي على الفلاح" ..
واليوم بكل أسى ..
وبكل ما في العين من دمع ..
عنك صادق ..
راح !